وأيضا فالقرآن نزل بعضه بلغتهم ، فقد قال أبو حاتم السجستاني : نزل القرآن بلغة قريش وهذيل وتميم والأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر (١).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نزل القرآن بلغة مضر (٢).
ـ وعيّن بعضهم فيما حكاه ابن عبد البّر السبع التي وردت في حديث : «نزل القرآن على سبعة أحرف».
من مضر أنّهم : هذيل وكنانة وقيس وضبة ، وتيم الرباب ، وأسد بن خزيمة وقريش ، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات (٣).
كلّ هذا مما يدل على فصاحة هذيل ومكانتها ، حتى كان العلماء القدامى يحفظون أشعارها ، فقد قال الأصمعي : ضبطت شعر هذيل على فتى من قريش يقال له : محمد بن إدريس الشافعي ، وكأنّ المؤلف يحفظه.
وهذا أمر منتشر في العلماء القدامى الفحول ؛ أمّا في هذه الأزمنة المتأخرة حيث فشا الجهل وقلّ العلم فهذا أمر مستغرب عجيب إذ كثير من المنتسبين للعلم لا يكادون يقيمون وزنا لبيت من الشعر الإسلامي فكيف الجاهلي؟.
ومن يحفظ شعر الجاهلية في زماننا فهو أمر نادر جدا.
وكان شيخنا أحمد بن محمد حامد الحسني الشنقيطي نزيل المدينة المنورة حفظه الله ورعاه ، يحفظ المعلقات الجاهلية قبل بلوغه بسنتين ، بالإضافة إلى حفظ القرآن الكريم ، كما أنه يحفظ ديوان ذي الرّمة وكثيرا من الأشعار
__________________
(١) راجع الإتقان في علوم القرآن ١ / ٦٣.
(٢) راجع الإتقان للسيوطي ١ / ٦٣.
(٣) راجع الإتقان للسيوطي ١ / ٦٣.