ويجوز رفعهما بالفاعل عطفا على قوله : (مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ).
وذهب الزّجاج في رفعهما إلى الابتداء. وخبرهما : (إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ).(١)
أي : ما شيء أصغر من مثقال ذرة ولا أكبر إلا في كتاب مبين.
(لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا). (٦٤)
أي : بشارة الملائكة عند الموت. وقيل : هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له (٢).
(وَالنَّهارَ مُبْصِراً). (٦٧)
لأنّه يبصر فيه ، كما يقال : ليل نائم. قال الهذلي :
٥٠٣ ـ أجارتنا هل ليل ذي البثّ راقد |
|
أم النوم عني مانع ما أرادوا |
٥٠٤ ـ أجارتنا إنّ امرءا ليعوده |
|
من ايسر ممّا بتّ أخفي العوائد (٣) |
(مَتاعٌ فِي الدُّنْيا). (٧٠)
أي : افتراؤهم لاكتساب متاع.
__________________
(١) انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣ / ٢٦.
(٢) أخرج أحمد ٥ / ٣١٥ والدارمي ٢ / ١٢٣ والترمذي رقم ٢٢٧٦ والحاكم ٤ / ٣٩١ وصححه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ، قال : هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ٣ / ٢٦٧ والترمذي وصححه عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ الرسالة والنبوة قد انقطعتا ، فلا رسول بعدي ولا نبي ، ولكن المبشرات ، قالوا : يا رسول الله ، وما المبشرات؟ قال : رؤيا المسلم ، وهي جزء من أجزاء النبوة. وانظر عارضة الأحوذي ٩ / ١٢٦.
(٣) في المخطوطة : [أم الليل بني] بدل [أم النوم عني]. و [الفرائد] بدل [العوائد] وهو تصحيف. والبيتان لأسامة بن الحارث الهذلي.
(٣) يقول : إنه ليعاد الرجل من أيسر مما بي. راجع ديوان الهذليين ٢ / ٢٠١.