ومذهب الخليل في النوء هذا ـ وهو اختيار الزّجاج ـ :
أنّ النوء اسم المطر الذي يكون مع سقوط النجم ، لأنّ المطر نهض مع سقوط الكوكب. فإذا ثبت ذلك فالمقلوب كثير في كلامهم.
قال الحطيئة :
٨٨٤ ـ فلمّا خشيت الهون والعير ممسك |
|
على رغمه ما أمسك الحبل حافره (١) |
أي : أمسك الحبل حافره ، فقلب ، وقال الآخر :
٨٨٥ ـ كانت فريضة ما تقول كما |
|
كان الزناء فريضة الرّجم (٢) |
وقال البعيث :
٨٨٦ ـ ألا أصبحت خنساء جاذمة الوصل |
|
وضنّت علينا والضّنين من البخل (٣) |
(إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ). (٧٦)
أي : البطرين. قال الغنوي :
٨٨٧ ـ لقد أردى الفوارس يوم حسيّ |
|
غلاما غير منّاع المتاع |
٨٨٨ ـ كانت فريضة ما تقول كما |
|
ولا جزع من الحدثان لاع (٤) |
ومثله لهدبة بن خشرم :
٨٨٩ ـ ولست بمفراح إذا الدّهر سرّني |
|
ولا جازع من ريبه المتقلّب |
__________________
(١) البيت في ديوانه ص ١٠٠ ، وتفسير القرطبي ١٤ / ٨٤ ؛ وتأويل مشكل القرآن ص ١٩٤ ؛ ونقد الشعر ص ٢٠٩.
(٢) البيت للنابغة الجعدي. وهو في مجاز القرآن ١ / ٣٧٨ ؛ وتفسير القرطبي ١٠ / ٢٥٣ ؛ واللسان مادة : زنى ؛ والإنصاف ص ١٦٥.
(٣) البيت في اللسان مادة جذم ، ومادة ضنّ ، والخصائص ٢ / ٢٠٢ ؛ والمسائل الحلبيات ص ١٩٨ ؛ والأضداد لابن الأنباري ص ٨٤ ؛ وخزانة الأدب ١٠ / ١٦.
(٤) البيتان تقدّما في ١ / ٣٤٦.