التهجّد من باب السلب (١) ، وقد مرّ نظائره.
(نافِلَةً لَكَ).
خالصة لك (٢).
(أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ). (٨٠)
أي : المدينة عند الهجرة.
(وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ).
من مكة (٣).
وقيل : إنّ المراد به القبور (٤).
ومعنى الصدق : الاستقامة وصلاح العاقبة.
__________________
(١) الهجود : النوم. ويسمى من قام إلى الصلاة متهجدا ؛ لأنّ المتهجد هو الذي يلقي الهجود الذي هو النوم عن نفسه. وهذا الفعل جار مجرى : تحوّب وتحرّج وتأثّم وتحنّث وتقذّر وتنجّس : إذا ألقى ذلك عن نفسه. وراجع ١ / ٧٤ و ٢٨٤.
(٢) أخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد رضي الله عنه في قوله تعالى : نافِلَةً لَكَ قال : لم تكن النافلة لأحد إلا للنبي صلىاللهعليهوسلم خاصة ، من أجل أنّه قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر ، فما عمل من عمل مع المكتوب فهو نافلة له سوى المكتوب ، من أجل أنه لا يعمل ذلك في كفارة الذنوب ، فهي نوافل له وزيادة. والناس يعملون ما سوى المكتوب في كفارة ذنوبهم فليس للناس نوافل ، إنما هي للنبي خاصة. ـ وعن الضحاك قال : نسخ قيام الليل إلا عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
(٣) أخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم بمكة ، ثم أمر بالهجرة فأنزل الله تعالى : (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً).
(٤) وعن ابن عباس في قوله : (أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ يعني : الموت ، وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ) يعني الحياة بعد الموت. ـ وقال الفيروز أبادي رحمهالله تعالى : وقد أمر سبحانه رسوله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق ، فقال : (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ).