(سورة القمر)
(وَانْشَقَّ الْقَمَرُ). (١)
قال الحسن : أي : ينشق (١).
فجاء على صيغة الماضي وهي للمستقبل ؛ إمّا لتحقيق أمره ووجوب وقوعه ؛ أو لتقارب وقته ، أو لأنّ المعنى مفهوم أنّه في المستقبل فلا يلتبس.
وعلى هذا نظائر هذا القول ، كقوله تعالى : (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ)(٢).
وقوله تعالى : (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ)(٣) وغيرهما.
قال الحطيئة :
١١٤١ ـ شهد الحطيئة يوم يلقى ربّه |
|
أنّ الوليد أحقّ بالغدر (٤) |
ـ والذي يدلّ على هذا القول أنّه لو انشقّ لما بقي أحد إلا رأه.
ـ وقال القاضي الماوردي (٥) :
__________________
(١) قول الحسن أنه ينشق بعد مجيء الساعة وهي النفحة الثانية. وهذا خلاف قول الجمهور.
(٢) سورة المائدة : آية ١١٦.
(٣) سورة الأعراف : آية ٤٤.
(٤) البيت في العقد الفريد ٥ / ٥٥ ؛ واللسان مادة : حسب ؛ والأغاني ٤ / ١٧٦ ؛ وسر صناعة الإعراب ١ / ٣٩٨ ؛ وديوان الحطيئة شرح ابن الكتب ص ٢٥٩.
(٥) هو أبو الحسن علي بن حبيب الماوردي أحد الفقهاء الشافعية ، له «البحر» في المذهب ، وتفسير للقرآن مطبوع في ٤ أجزاء ، توفي سنة ٤٥٠ ه. وهذا النقل للمصنف من تفسير الماوردي ٤ / ١٣٤.