(سورة المجادلة) (١)
ـ الجزء الثّامن والعشرون ـ
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ). (١)
نزلت في خولة بنت ثعلبة بن خويلد ، وزوجها أوس بن الصامت ، قال لها : أنت عليّ كظهر أمي ، وكان الظهار طلاق الجاهلية (٢).
(ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا). (٣)
توهّم بعض الناس من هذا أنّ الظهار لا يقع في أول مرة ، حتى يعود إليه مرّة أخرى.
وقد يكون العود في كلام العرب : أن يصير إلى شيء وإن لم يكن عليه قبل. ومنه يقال للآخرة : المعاد.
__________________
(١) عن ابن عباس قال : نزلت سورة المجادلة بالمدينة.
(٢) أخرج سعيد بن منصور وابن مردويه والبيهقي عن عطاء بن يسار أنّ أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة ، فجاءت إلى رسول الله فأخبرته ـ وكان أوس به لمم ـ فنزل القرآن : (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) فقال لامرأته : مريه فليعتق رقبة ، فقالت : يا رسول الله ، والذي أعطاك ما أعطاك ، ما جئت إلا رحمة له ، إنّ له فيّ منافع ، والله ما عنده رقبة ولا يملكها ، قالت : فنزل القرآن وهي عنده في البيت ، قال : مريه فليصم شهرين متتابعين ، فقالت : والذي أعطاك ما أعطاك ما قدر عليه ، فقال : مريه فليتصدق على ستين مسكينا فقالت : يا رسول الله ما عنده ما يتصدق به. فقال : يذهب إلى فلان الأنصاري فإنّ عنده شطر وسق تمر أخبرني أنه يريد أن يتصدق به فليأخذ منه ثم ليتصدق على ستين مسكينا.