(سورة الحجّ) (١)
(تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ). (٢)
إذا أريد فعل الإرضاع فهي مرضعة ، وإذا أريدت الصفة فمرضع (٢) ، مثل : شاة مقرب ، وامرأة طالق.
(كُتِبَ عَلَيْهِ). (٤)
على الشيطان.
__________________
(١) أخرج ابن المنذر عن قتادة قال : نزل بالمدينة من القرآن الحج غير أربع آيات مكيّات : وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ إلى (عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ). ـ وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم عن عقبة بن عامر قال : قلت : يا رسول الله ، أفضّلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين؟ قال : نعم ، فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما.
(٢) وجه قوله (مُرْضِعَةٍ) : ما تقرّر في العربية من أنّ الأوصاف المختصة بالإناث إن أريد بها الفعل لحقتها التاء ، وإن أريد بها النسب جردت من التاء. فإن قلت : مرضع ، تريد : أنها ذات إرضاع جردتها من التاء ، كقول امرىء القيس :
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع |
|
فألهيتها عن ذي تمائم محول |
وإن قلت : هي مرضعة ، بمعنى أنها تفعل الرضاع ، أي : تلقم الولد الثدي ، قلت : هي مرضعة بالتاء ، ومنه قوله :
كمرضعة أولاد أخرى وضيّعت |
|
بني بطنها هذا الضلال عن القصد |
كما أشار له ابن مالك في الكافية بقوله :
وما من الصفات بالانثى يخصّ |
|
عن تاء استغنى لأنّ اللفظ نصّ |
وحيث معنى الفعل ينوى التاء زد |
|
كذي غدت مرضعة طفلا ولد |
راجع : أضواء البيان ٥ / ٦ ـ ٧.