وقال الحسن : وضعوا أيديهم على أفواه الرسل ردا لقولهم وتسكيتا لهم (١).
وقيل : «ردوا (أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) : أومأوا [إليهم](٢) بأن اسكتوا. وهذا مروي عن ابن عباس وغيره (٣).
(وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ) أي : على زعمكم ؛ لأنهم لم يكونوا يقرّون برسالاتهم.
(وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) الريب : الشك ، تقول : رابني هذا الأمر ؛ إذا أدخل عليك شكّا وخوفا ، وأراب الرجل : صار ذا ريبة ، وأرابه غيره : أوقعه في الريبة (٤). فقوله : «مريب» يجوز أن يكون معناه : موقع للريبة ، ويجوز أن يكون معناه : ذي ريبة.
(قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (١٠) قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ
__________________
ـ حاتم (٧ / ٢٢٣٧). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ١٠) وعزاه لعبد الرزاق والفريابي وأبي عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(١) الطبري (١٣ / ١٨٩) بلا نسبة ، وزاد المسير (٤ / ٣٤٩).
(٢) في الأصل : إلي. والصواب ما أثبتناه.
(٣) زاد المسير (٤ / ٣٤٨).
(٤) انظر : اللسان (مادة : ريب).