يدل على ذلك قوله تعالى بعد : (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) أي : فقد وعدك الظهور عليهم والغلبة لهم في قوله : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) [التوبة : ٣٣].
وقد استعمل لفظ الجبال في غير هذا في تعظيم الشيء وتفخيمه ، قال ابن مقبل (١) :
إذا متّ عن ذكر القوافي فلن ترى |
|
لها شاعرا مثلي أطبّ وأشعرا |
وأكثر بيتا شاعرا ضربت به |
|
بطون جبال الشعر حتى تيسّرا |
وقرأ عمر وعلي وابن مسعود وأبي بن كعب : «وإن كاد» بالدال (٢) ، «لتزول» بفتح اللام الأولى ورفع الثانية.
قال ابن جني (٣) : هذه [إن](٤) المخففة من الثقيلة ، واللام في قوله : «لتزول» [هي التي](٥) تدخل بعد «إن» هذه المخففة من الثقيلة ؛ فصلا بينها وبين «إن» التي للنفي ، في قوله : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) [الملك : ٢٠] ، أي : ما الكافرون إلا في غرور ، فكأنه وإنه كاد مكرهم تزول منه الجبال.
قال (٦) : ودخلت يوما على أبي عليّ بعيد عوده من شيراز سنة تسع وستين ، فقال لي : ألا أحدّثك؟ فقلت : قل. فقال : دخل عليّ هذا الأندلسي وظننته قد تعلّم ،
__________________
(١) البيتان في : الشعر والشعراء (ص : ٢٩٨).
(٢) انظر : زاد المسير (٤ / ٣٧٤).
(٣) المحتسب (١ / ٣٦٦).
(٤) زيادة من المحتسب ، الموضع السابق.
(٥) مثل السابق.
(٦) أي : ابن جني في المحتسب (١ / ٣٦٦).