وقال ابن الأنباري (١) : تبديلها اختلاف أحوالها ، فمرة كالمهل ومرة كالدّهان.
وقيل : تبديلها طيّها كطي السجل للكتاب (٢).
والذي يقوى عندي ويدل العلم : أن مثل هذا لا يصدر عن الصحابة ، مع شدة احتياطهم في الدين وورعهم الشافي إلا بتوقيف سمعوه من النبي صلىاللهعليهوسلم ، فيتعين حينئذ حمله أن يقال : جميع ما قالوه كائن يوم القيامة ، فإنه يوم تتقلب فيه الأعيان ، وتنتقل فيه من حال إلى حال. وهذا أمر يظهر باستقراء ما جاء في القرآن والأحاديث من أحوال القيامة واختلاف مواطنها.
وفي الصحيحين من حديث سهل بن [سعد](٣) قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء [كقرصة](٤) نقي (٥). قال سهل أو غيره : ليس فيها معلم لأحد» (٦).
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة ، يتكفؤها الجبار كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر ، نزلا لأهل الجنة» (٧).
__________________
(١) انظر : الوسيط (٣ / ٣٦ ـ ٣٧) ، وزاد المسير (٤ / ٣٧٦).
(٢) زاد المسير (٤ / ٣٧٦).
(٣) بياض في الأصل قدر كلمة. والمثبت من الصحيحين.
(٤) في الأصل : لوصة. والتصويب من الصحيحين.
والقرصة : القطعة (اللسان ، مادة : قرص).
(٥) النّقيّ : الخبز الحوّاري (اللسان ، مادة : نقا).
(٦) أخرجه البخاري (٥ / ٢٣٩٠ ح ٦١٥٦) ، ومسلم (٤ / ٢١٥٠ ح ٢٧٩٠).
(٧) أخرجه البخاري (٥ / ٢٣٨٩ ح ٦١٥٥) ، ومسلم (٤ / ٢١٥١ ح ٢٧٩٢).