قال الأزهري (١) : قيل له : متهجّد ؛ لإلقائه [الهجود](٢) عن نفسه ، كما يقال : تحرّج ، وتأثّم ، وتحوّب.
وقال ابن الأنباري (٣) : المتهجد هاهنا بمعنى : التيقظ والسهر ، واللغويون يقولون : هو من حروف الأضداد ، يقال للنائم : هاجد ومتهجّد. قال النابغة :
[لو](٤) أنها عرضت لأشمط راهب |
|
عبد الإله صرورة متهجّد |
لرنا لبهجتها وحسن حديثها |
|
ولخاله رشدا وإن لم يرشد (٥) |
والمعنى : ومن الليل فصلّ بالقرآن نافلة لك.
قال ابن عباس : فريضة [عليك](٦) ، وقال : أمر النبي صلىاللهعليهوسلم بقيام الليل خاصة وكتب عليه (٧) ، فيكون المعنى : عبادة مفترضة زائدة على الصلوات الخمس.
قال مجاهد : النافلة للنبي صلىاللهعليهوسلم خاصة من أجل أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما
__________________
(١) تهذيب اللغة (٦ / ٣٧).
(٢) في الأصل : المهجود. والتصويب من تهذيب اللغة ، الموضع السابق.
(٣) انظر : الطبري (١٥ / ١٤١) ، وزاد المسير (٥ / ٧٤).
(٤) في الأصل : ولولا. والتصويب من مصادر تخريج البيت.
(٥) البيتان للنابغة. انظر : ديوانه (ص : ٤١). وانظر البيت الأول في : اللسان ، مادة : (صرر ، بتل) ، ونسبه في الموضع الثاني لربيعة بن مقروم الضبي.
وانظر البيت الثاني في : اللسان (مادة : تمر) ، وهو فيه :
لدنا لبهجتها وحسن حديثها |
|
ولهمّ من تاموره يتنزّل |
وانظر البيتان في : القرطبي (٦ / ٢٥٨) ، وزاد المسير (٥ / ٧٤).
(٦) في الأصل : ذلك. والتصويب من زاد المسير (٥ / ٧٥).
(٧) زاد المسير (٥ / ٧٥).