وقال في رواية أخرى : أرادوا غلاما نصرانيا يقال له : بلعام ، كان يدخل بمكة على النبي صلىاللهعليهوسلم (١).
وقال مقاتل (٢) : عنوا غلاما لعامر بن الحضرمي ، يكنى : أبا فكيهة ، كان يهوديا.
وقال ابن زيد : عنوا رجلا حدادا يقال له : بحنس النصراني (٣).
وقال عبد الله بن مسلم : كان لنا عبدان من أهل عين التمر ، اسم أحدهما : يسار ، والآخر : جبر ، وكانا صيقلين (٤) يقرآن الإنجيل ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمر بهما ويسمع قراءتهما ، فقال المشركون : إنما يتعلم منهما (٥).
قلت : ولا منافاة بين هذه الأقوال ؛ لجواز أن تكون أقوال قريش تقسمت هؤلاء ، فأكذبهم الله تعالى فقال : (لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌ) وقرأ حمزة والكسائي : «يلحدون» بفتح الياء والحاء ؛ يقال : ألحد ولحد ؛ إذا مال عن القصد (٦). ومنه : الملحد ؛ لأنه أمال مذهبه عن الأديان كلها. ومنه : ألحد القبر ولحده ؛ إذا مال حفره عن الاستقامة فحفر في شق منه (٧).
__________________
ـ والسيوطي في الدر (٥ / ١٦٧) وعزاه لابن جرير عن عكرمة ، وفيه : «مقيس» بدل «يعيش».
(١) أخرجه الطبري (١٤ / ١٧٧). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ١٦٧) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٢) تفسير مقاتل (٢ / ٢٣٨).
(٣) زاد المسير (٤ / ٤٩٣).
(٤) الصّيقل : شحّاذ السيوف وجلّاؤها (اللسان ، مادة : صقل).
(٥) أخرجه الطبري (١٤ / ١٧٨). وانظر : الوسيط (٣ / ٨٤ ـ ٨٥) ، وزاد المسير (٤ / ٤٩٣).
(٦) انظر : اللسان (مادة : لحد).
(٧) مثل السابق.