قوله تعالى : (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ) أي : تسفع وتحرق ، يقال : لفحته النار ؛ إذا أحرقته (١).
قال الزجاج (٢) : اللّفح والنّفح واحد ، إلا أن اللّفح أعظم تأثيرا.
(وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) قال الزجاج (٣) : الكالح : الذي قد تشمّرت شفتاه عن أسنانه ، نحو ما يرى برؤوس الغنم إذا برزت الأسنان وتشمّرت الشّفاه.
قال مالك بن دينار : كان سبب توبة عتبة الغلام أنه مرّ في السوق برأس أخرج من التنور ، فغشي عليه ثلاثة أيام ولياليهن.
قرأت على أبي المجد محمد بن الحسين القزويني ، أخبركم محمد بن أسعد العطاري فأقرّبه ، حدثنا أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي ، أخبرنا ابن أبي توبة ، أخبرنا محمد بن أحمد الحارثي ، أخبرنا محمد بن يعقوب ، أخبرنا عبد الله بن محمود ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن سعيد بن يزيد ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : (وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) قال : تشويه النار ، فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ،
__________________
ـ من شيء ؛ لأن من خسر نفسه استقر في جهنم. ا ه.
وقال السمين الحلبي في الدر المصون (٥ / ٢٠٢) : جعل الشيخ ـ يعني أبو حيان ـ الجار والمجرور ، البدل دون" خالدون" ، والزمخشري جعل جميع ذلك بدلا ، بدليل قوله بعد ذلك : " أو خبرا بعد خبر لأولئك ، أو خبر مبتدأ محذوف". وهذان إنما يلتقيان ب" خالدون" وأما" في جهنم" فمتعلق به ، فيحتاج كلام الزمخشري إلى جواب ، وأيضا فيصير" خالدون" مفلتا. ا ه.
(١) انظر : اللسان (مادة : لفح).
(٢) معاني الزجاج (٤ / ٢٣).
(٣) معاني الزجاج ، الموضع السابق.