فتختطفهم إن [أعوزها](١) الصيد ، فدعا عليها حنظلة فأصابتها الصاعقة ، ثم إنهم قتلوا حنظلة فأهلكوا (٢).
وقال وهب بن منبه : كانوا أهل بئر قعودا عليها ، وكانت لهم مواشي ، وكانوا يعبدون الأصنام ، فوجّه الله إليهم شعيبا فتمادوا في طغيانهم ، فانهارت البئر فخسف بهم (٣).
وقيل : هم أصحاب الأخدود.
ويروى عن علي عليهالسلام : أنهم قوم كانوا يعبدون شجرة ، فبعث الله تعالى إليهم نبيا من ولد يهوذا بن يعقوب ، فحفروا له بئرا وألقوه فيها ، فهلكوا (٤).
(وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) المعنى : وأهلكنا قرونا بين ذلك المذكور كثيرا.
__________________
(١) في الأصل : أعزها. والتصويب من ب.
(٢) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٩٠) بأقصر منه ، وأبو حيان في البحر (٦ / ٤٥٧) ، والآلوسي في روح المعاني (١٩ / ٢٠).
(٣) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣٤١) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٩٠).
(٤) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٩٠).
وقد ذكر الطبري بعض هذه الأخبار في تفسيره (١٩ / ١٤) ، ثم عقب عليها بقوله : والصواب من القول في ذلك قول من قال : هم قوم كانوا على بئر ، وذلك أن الرس في كلام العرب كل محفور مثل البئر والقبر ونحو ذلك ، ومنه قول الشاعر :
سبقت إلى فرط باهل |
|
تنابلة يحفرون الرساسا |
يريد أنهم يحفرون المعادن ، ولا أعلم قوما كانت لهم قصة بسبب حفرة ذكرهم الله في كتابه إلا أصحاب الأخدود ، فإن يكونوا هم المعنيين بقوله : (وَأَصْحابَ الرَّسِ) فإنا سنذكر خبرهم إن شاء الله إذا انتهينا إلى سورة البروج ، وإن يكونوا غيرهم فلا نعرف لهم خبرا إلا ما جاء من جملة الخبر عنهم أنهم قوم رسوا نبيهم في حفرة.