قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) لازما دائما ، ومنه : الغريم ؛ لإلحاحه وملازمته.
وللمفسرين في معنى الغرام عبارات ترجع إلى معنى واحد ، وهو الهلاك اللازم ، وأنشد الزجاج (١) :
ويوم النّسار ويوم الجفار |
|
كانا عذابا وكانا غراما (٢) |
النّسار والجفار : وقعتان من وقائع العرب ، وأنشد غيره :
إن يعاقب يكن غراما وإن |
|
يعط جزيلا فإنه لا يبالي (٣) |
قال الحسن : كل غريم يفارق غريمه إلا غريم جهنم (٤).
(إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً) أي : بئست موضع قرار وموضع إقامة هي.
وهذا الضمير هو الذي ربط الجملة باسم إنّ ، وجعلها خبرا لها ، ونصب (مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً) على الحال أو التمييز (٥).
__________________
(١) معاني الزجاج (٤ / ٧٥).
(٢) البيت للطرماح بن حكيم الخارجي. انظر البيت في : اللسان (مادة : غرم) ، والدر المصون (٥ / ٢٦٢) ، والبحر المحيط (٦ / ٤٧٠) ، والقرطبي (١٧ / ٢١٩) ، والطبري (١٩ / ٣٦) ، وزاد المسير (٦ / ٢٧٤) ، وروح المعاني (١٩ / ٤٥).
(٣) البيت للأعشى. انظر : ديوانه (ص : ١٦٧) ، ومجاز القرآن (٢ / ٨٠) ، واللسان (مادة : جزل) ، والدر المصون (٥ / ٢٦٢) ، والبحر (٦ / ٤٧٠) ، والماوردي (٤ / ١٥٥) ، والقرطبي (١٣ / ٧٢) ، والطبري (١٩ / ٣٥ ، ٢٧ / ٢٠٠) ، وزاد المسير (٢ / ٣١٦) ، وروح المعاني (١٩ / ٤٥).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٧ / ٥٨ ح ٣٤١٨٨ ، ٧ / ١٨٨ ح ٣٥٢٠٤) ، والطبري (١٩ / ٣٦) ، وابن أبي حاتم (٨ / ٢٧٢٣). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٢٧٤) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.
(٥) انظر : التبيان (٢ / ١٦٥) ، والدر المصون (٥ / ٢٦٢).