قال الزجاج (١) : هو بمعنى طالعون ومطّلعون ، يقال من ذلك : طلعت عليهم واطّلعت عليهم في معنى واحد.
قال الزمخشري (٢) : قيل : الخطاب على هذا للملائكة.
وقرئ : «مطلعون» بكسر النون (٣) ، أراد : مطلعون إياي ؛ فوضع المتصل موضع المنفصل ، كقوله :
هم الفاعلون الخير والآمرونه |
|
إذا ما خشوا من حادث الأمر معظما (٤) |
قال الزجاج (٥) : كسر النون شاذ عند البصريين والكوفيين جميعا ، وله عند الجماعة وجه ضعيف ، وقد جاء مثله في الشعر وهو قوله ، وأنشد البيت ثم قال : وإنما الكلام : والآمروه ، وكل أسماء الفاعلين إذا ذكرت بعدها المضمر لم تذكر النون والتنوين ، تقول : زيد ضاربي وهم ضاربوك.
وقال ابن جني (٦) : هو على لغة ضعيفة ، وهو أن يجري اسم الفاعل مجرى
__________________
(١) معاني الزجاج (٤ / ٣٠٤).
(٢) الكشاف (٤ / ٤٧).
(٣) ذكره هذه القراءة ابن الجوزي في : زاد المسير (٧ / ٦٠) ، والسمين الحلبي في : الدر المصون (٥ / ٥٠٣). وقد ردّ هذه القراءة أبو حاتم وغيره ؛ لجمعها بين نون الجمع وياء المتكلم ، إذ كان قياسها : مطّلعيّ.
(٤) انظر البيت في : الكتاب لسيبويه (١ / ١٨٨) وفيه : أن الرواة زعموا أنه مصنوع ، ومجالس ثعلب (ص : ١٢٣) ، وشرح المفصل لابن يعيش (٢ / ١٢٥) ، والخزانة (٤ / ٢٦٩) ، ومعاني الفراء (٢ / ٣٨٦) ، والبحر (٧ / ٣٤٦) ، والدر المصون (٥ / ٥٠٤) ، والقرطبي (١٥ / ٨٣).
(٥) معاني الزجاج (٤ / ٣٠٥).
(٦) المحتسب (٢ / ٢٢٠).