قال المفسرون : يعني : تخاصم القادة والأتباع (١).
(قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٦٦) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ)(٧٠)
(قُلْ) يا محمد لأهل مكة : (إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ) أخوّفكم عقوبة الله.
(قُلْ هُوَ) يعني : القرآن ، في قول مجاهد والضحاك وعامة المفسرين (٢).
وقيل : المعنى : هذا الذي أنبأتكم به من كوني رسولا منذرا ، وأن الله واحد قهار (نَبَأٌ عَظِيمٌ) لا يعرض عنه إلا غافل شديد الغفلة.
(أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) لا تتفكرون فيه.
والمقصود من ذلك : تنبههم على التفكر في القرآن ليستدلوا به على صدق محمد صلىاللهعليهوسلم ورسالته ، ألا تراه يقول : (ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى) يعني : الملائكة (إِذْ يَخْتَصِمُونَ) في آدم حين قال الله تعالى : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها ...) [البقرة : ٣٠] إلى آخر القصة. قاله ابن عباس وأكثر المفسرين (٣).
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٥٦٥).
(٢) أخرجه الطبري (٢٣ / ١٨٣). وذكره السيوطي في الدر (٧ / ٢٠١ ـ ٢٠٢) وعزاه للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبي نصر السجزي في الإبانة عن مجاهد.
(٣) أخرجه الطبري (٢٣ / ١٨٣ ـ ١٨٤) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٢٤٧). وذكره السيوطي في الدر ـ