مهين".
(وَلا يَكادُ يُبِينُ) أي : يفصح بالكلام. عظّم اللعين نفسه أولا بما ذكر من ملكه وعظمة شأنه وعز سلطانه ، ثم هضم نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم ثانيا بما افتراه عليه من المهانة ونسبه إليه من اللّكنة والعيّ في القول حين عجز مع قوة سلطانه وكثرة أعوانه عن معارضة آياته ومناقضة بيناته.
ثم أخذ يموّه عليهم ويخيّل إليهم أن النبوة يلازمها الملك والقدرة على (١) المتّصف بها ، فقال : (فَلَوْ لا) أي : هلّا (أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ) وقرأ حفص : " أسورة" (٢).
(مِنْ ذَهَبٍ) يريد : هلّا كان ملكا ، وإنما قال ذلك ؛ لأنهم كانوا إذا أرادوا تسويد الرجل وتفويض مقاليد الملك إليه سوّروه بسوار وطوّقوه بطوق من ذهب.
وقد ذكرنا في سورة الكهف (٣) ما يوضح ذلك الفرق بين" أساور" و" أسورة".
فإن قيل : ما هذه الهاء اللاحقة ب" أساور"؟
قلت : قال أبو علي (٤) : هي عوض من الياء التي ينبغي أن تلحق في جمع [إسوار](٥) على حدّ : إعصار وأعاصير.
ويجوز أن تكون" أساورة" جمع أسورة ، مثل : أسقية وأساق ، ولحقت علامة
__________________
(١) في الأصل زيادة قوله : يريد.
(٢) الحجة للفارسي (٣ / ٣٧٧) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٦٥١) ، والكشف (٢ / ٢٥٩) ، والنشر (٢ / ٣٦٩) ، والإتحاف (ص : ٣٨٦) ، والسبعة (ص : ٥٨٧).
(٣) عند الآية رقم : ٣١.
(٤) الحجة للفارسي (٣ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨).
(٥) في الأصل : أساور. والتصويب من الحجة (٣ / ٣٧٧).