أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا |
|
إذا خالفونا عند ذكر المكارم |
وإنا رؤوس الناس من كل معشر |
|
وأن ليس في أرض الحجاز [كدارم](١) |
فأجابه حسان بن ثابت بأبيات منها :
فلا تجعلوا لله ندا [وأسلموا](٢) |
|
ولا تفخروا عند النبي بدارم |
وإلا وربّ البيت مالت أكفّنا |
|
على هامكم بالمرهفات الصّوارم (٣) |
فقام الأقرع بن حابس فقال : ما أدري ما هذا! تكلم خطيبنا فكان خطيبكم أحسن قولا ، وتكلم شاعرنا فكان شاعركم أشعر ، ثم دنا فأسلم ، فأعطاهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكساهم ، وارتفعت الأصوات وكثر اللغط عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فنزلت هذه الآية (٤).
ويروى : أن النبي صلىاللهعليهوسلم سئل عن قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ) فقال : هم الجفاة من بني تميم ، لو لا أنهم من أشد الناس قتالا للأعور الدّجّال لدعوت الله عليهم أن يهلكهم (٥).
__________________
(١) في الأصل : كدام. والتصويب من ب.
(٢) في الأصل : واسموا. والتصويب من ب.
(٣) انظر : ديوان حسان (ص : ٢٢٧). وانظر : الأبيات السابقة في : البحر (٨ / ١٠٦ ـ ١٠٧).
(٤) ذكره الواحدي في أسباب النزول (ص : ٤٠٤ ـ ٤٠٦) ، والبغوي في تفسيره (٤ / ٢١١) مختصرا.
وانظر : سيرة ابن هشام (٥ / ٢٥١) وما بعدها ، والبداية والنهاية (٥ / ٤١) وما بعدها ، وتاريخ الطبري (٢ / ١٨٨) وما بعدها.
(٥) ذكره ابن حجر في الإصابة (٣ / ٦٧ ح ٣١٧٦) ، والسيوطي في الدر (٧ / ٥٥٣) وعزاه لابن منده وابن مردويه من طريق يعلى بن الأشدق عن سعد بن عبد الله.