قال المفسرون : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد نام للقائلة ، فتأذى بأصواتهم ، ولم يعلموا في أي حجرة هو ، فكانوا يطوفون على الحجرات وينادونه.
قرأ أبو جعفر : " الحجرات" بفتح الجيم (١) ، وهي قراءة أبيّ بن كعب ، وعائشة ، وأبي عبد الرحمن السلمي ، ومجاهد ، وأبي العالية ، في آخرين.
وقرأ باقي القراء العشرة : " الحجرات" بضم الجيم. وأسكن الجيم أبو [رزين](٢) ، وسعيد بن المسيب ، وابن أبي عبلة (٣).
قال ابن قتيبة (٤) : واحد الحجرات : حجرة ، مثل : ظلمة وظلمات.
وقال الفراء (٥) : وجه الكلام : أن تضم الحاء والجيم ، وبعض العرب يقول : الحجرات ، وربما خفّفوا. والتخفيف في تميم ، والتثقيل في أهل الحجاز.
فإن قيل : ما معنى قوله تعالى : (حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ)؟
قلت : لأنه لو خرج إليهم لكان الأولى بهم والأليق بالأدب أن يصبروا حتى يخرج إليهم.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (٦) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي
__________________
(١) انظر : النشر (٢ / ٣٧٦) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٣٩٧).
(٢) في الأصل : زين. والتصويب من ب.
(٣) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٧ / ٤٥٩) ، والدر المصون (٦ / ١٦٩).
(٤) تفسير غريب القرآن (ص : ٤١٥).
(٥) معاني الفراء (٣ / ٧٠).