(الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) وحسنه عندكم بما ألهمكم من الهدى والبراهين الشاهدة بصحته.
(وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ) قال ابن عباس : يريد : الكذب (١).
(وَالْعِصْيانَ) جميع معاصي الله ، (أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) المهتدون إلى محاسن الأمور.
ثم أخبر الله تعالى أن ذلك بفضل منه فقال تعالى : (فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً) قال الزجاج (٢) : منصوب مفعول له. والمعنى : [فعل](٣) الله ذلك بكم للفضل والنعمة عليكم.
(وَاللهُ عَلِيمٌ) بمن يحبب إليه الإيمان ويكره إليه الكفر والفسوق والعصيان ، (حَكِيمٌ) في تدبيره وقضائه وتقديره.
(وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(١٠)
قوله تعالى : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما) السبب في نزولها : ما أخرج في الصحيحين من حديث أنس بن مالك قال : قيل لرسول الله
__________________
(١) ذكره القرطبي (١٦ / ٣١٤) ، والبغوي (٤ / ٢١٢).
(٢) معاني الزجاج (٥ / ٣٥).
(٣) في الأصل : فضل. والتصويب من ب ، ومعاني الزجاج ، الموضع السابق.