غيري؟ قال : نعم ، فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الغلام ، فبعث إليه فقال : أي شيء بلغ من سحرك أن تبرئ الأكمه والأبرص ، وهذه الأدواء؟ قال : ما أشفي أنا أحدا ، ما يشفي إلا الله ، قال : أنا؟ قال : لا ، قال : أو لك رب غيري؟ قال : نعم ، ربي وربك الله ، فأخذه أيضا بالعذاب ، فلم يزل به حتى دلّ على الراهب ، فأتى بالراهب فقال : ارجع عن دينك فأبى ، فوضع [المنشار](١) في مفرق رأسه حتى وقع شقّاه. وقال للأعمى : ارجع [عن دينك ، فأبى ، فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقّاه في الأرض. وقال للغلام : ارجع](٢) عن دينك فأبى ، فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا ، وقال : إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه (٣) من فوقه ، فذهبوا به ، فلما علوا به الجبل ، قال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فرجف بهم الجبل فدهدهوا أجمعون ، وجاء الغلام يتلمّس حتى دخل على الملك ، فقال : ما فعل أصحابك؟ فقال : كفانيهم الله عزوجل ، فبعث به في قرقور (٤) في البحر مع نفر ، فقال : إذا لججتم البحر فإن رجع عن دينه وإلا فغرّقوه ، فلجّجوا به البحر ، فقال الغلام : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فغرقوا أجمعون ، وجاء الغلام يتلمّس حتى دخل على الملك فقال : ما فعل أصحابك؟ قال : كفانيهم الله عزوجل ، ثم قال للملك : إنك لست قاتلي حتى تفعل ما آمرك [به](٥) ، فان أنت فعلت ما آمرك به قتلتني ،
__________________
(١) في الأصل : الميشار. والمثبت من ب ، والمسند (٦ / ١٧).
(٢) زيادة من ب ، والمسند ، الموضع السابق.
(٣) الدّهدهة : قذفك الحجارة من أعلى إلى أسفل دحرجة ، ودهدهت الحجر فتدهده : دحرجته فتدحرج (اللسان ، مادة : دهده).
(٤) القرقور : ضرب من السفن. وقيل : هي السفينة العظيمة أو الطويلة (اللسان ، مادة : قرر).
(٥) زيادة من ب ، والمسند (٦ / ١٧).