الرابع : فائدة في المعاني الحرفية :
وحيث ان الكلام تارة يقع فيها في تحرير حقيقتها وأخرى في أنها هل هي خاصّة في كلا مرحلة الوضع والاستعمال أو عامّة كذلك أو تفصيل بين المرحلتين في ذلك ، ففيها مقامان :
المقام الأول :
في بيان حقيقة المعنى الحرفي ، ولا بدّ من تقديم أمور :
الأمر الأول :
إن مقولة المعاني والمفاهيم ، وأعني بها ما يكون ألفاظه الموضوعة له فانية في ظرف الاستعمال لإفادتها ، ويجري بالنسبة إلى ما يراد إظهاره لما في الضمير مجرى تفصيل المجمل ، وليست مقولة الإدراكات وهو ظاهر ، ولا بدّ من وجوده الذهني الذي أثبته المحققون الحكماء ، ونفاه الآخرون ، كيف؟ ومع الغضّ عن أنّ مسألة الوجود الذهني معركة الآراء ومحل خلاف عظيم ، ولا يعقل نزاع في باب المفاهيم ، فلا محيص أن مرجع القول بالوجود الذهني إلى إثبات وعاء آخر ، لتفرّد الماهيّات أو أشباهها في صقع النفس ، كعالم العين ، وبإزائه.
والنافي ينكر أن يكون ما وراء الإدراكات والصور العلميّة أمر آخر ، سواء قلنا به أم لم نقل ، فلا مساس له بباب إظهار ما في الضمير في قوالب الألفاظ أصلا ، وانّما هي من مقولة آخرى كالوجود من أعرف الأشياء من جهة وأخفيتها من جهة أخرى.
ومهما ما كانت حقيقتها الواقعة ومن أيّ مقولة كانت ، فلا خفاء في