بانتسابه الى محلّه فهذه النسبة تتحقق أولا بين العرض ومعروضه وهذه النسبة تامّة خبرية ثم تحصل بعد تلك النسبة التقييدية لأنها مفاد المصدر لأنه يتحقق بعد تحقق الضرب من زيد وصدوره عنه يضاف الضرب إليه ويقال ضرب زيد ، وهنا قيل ان الأوصاف قبل العلم بها إخبار ، كما ان الإخبار بعد العلم بها أوصاف ، فبعد العلم بها تنقلب النسبة التامّة الخبرية إلى النسبة الناقصة التقييدية في الجملة الاسمية ، وكذلك في الجملة الفعلية بعد إخبارك : «يضرب زيد» بقولك : «ضرب زيد» تنقلب النسبة التامّة الخبرية إلى النسبة الناقصة التقييدية ، كما يقول : «ضرب زيد شديد» هذا ما ذهب إليه الكوفيون من اشتقاق المصدر من الفعل الماضي من حيث الترتّب معنا لا من حيث انه مشتق لفظا ولا خلاف في تقدّم الفعل الماضي على الفعل المضارع لأن الماضي يدل على التحقق فانه أول النسبة بخلاف الفعل المضارع فانه يدلّ على انتساب إلى العرض واتّصافا به ، كقولك : «يضرب زيد» فان مفادّها تكيّف زيد من الضراب واتّصافه به ، ومن المعلوم أن هذا متأخّر رتبة إذ بعد التحقق يتّصف به فيولد الفعل المضارع من الفعل الماضي وهذه النسبة الثانية للعرض والنسبة الأولى هي نسبة التحقق ثم ان رتبة اسم الفاعل متأخّر عن رتبة فعل المضارع لأن عنوانه متولّد عن الفعل المضارع فان اتّصاف الذات بالعرض بمحلّه واتصافه به فان مفاده هو الاتحاد في الوجود وعينية الوجود العرضي بمحلّه ، وهذا المعنى كما ترى متأخّر بالرتبة عن تحقق العرض من فاعله الذي هو مفاد الفعل الماضي ، وعن اتّصاف الذات بالعرض الذي هو مفاد فعل المضارع ، فمفاد اسم الفاعل يتولّد من مفاد فعل المضارع لأنه المبدأ القريب من الماضي ،