ورسمنا ألا يفض خاتم أكياس هذه المبرة ، ولا توزع على أصحابها إلا بمعرفة المأمورين الذين وجب حضورهم ، ولا يستنسخ دفتر مستقل غير هذا الدفتر ، بل يعلم على اسم كل من وصل إليه نصيبه بالمداد الأحمر ، فإن غاب واحد منهم أو قضى نحبه ولم يوجد مسميات بعض الأسماء يعلم على اسمه بالدفتر حسبما يظهر ، وتحفظ حصصهم ونصيبهم مفرزة محرره ، كيلا يحتال أحد لأخذ الصرة المقررة ، ويؤتى نصيب من توفى أو غاب لأشخاص توافقت أسماءهم وألقابهم ونسبهم ، وتشابهت الأسماء والألقاب والنسب والأنساب ، هذا وقد أهدينا إلى جنبكم العالى ، مغرس شجرة المفاخر والمعانى فى صحبة حامل كتابنا اللطيف وخطابنا المنيف خلعة من تشريفاتنا البهية ، وأكسيتنا السنية تجديدا لمراسم الموالاة ، وتأكيدا بمعاقدة المصافاة ، فلا بد من استقبالها بتقديم مراسم الإكرام والتعظيم والتزيين ، والاكتساء بها علامة الاحترام والتكريم ، وبذل القدرة الكاملة فى رعاية الرعية وصيانة الحجاج والمجاورين والمسافرين والمقيمين من العنت والشقاوة ، لإفاضة الأمن والراحة وحراسة تلك الطرق والممالك ، واستجلاب الأدعية الصالحة من العلماء العالمين والسادات المهديين ، والفقراء الصالحين ، والمواظبة على الدعوات بمزيد التضرع والابتهال ، لإعلاء أعلام دولتنا العلية ، وثبات أركان سلطنتنا السنية ، إنه سبحانه لجدير بالسؤال ، وقدير على تبليغ الأمال ، تعالت ذاته عن المضاهى ، وجلّ جوده عن التناهى ، وفضله حسب من بجنابه لاذ ، وطوله كفاية من به استعاذ.
وصلى الله على سيدنا محمد الذى تأسست قواعد شريعته البيضاء بأركان المواهب الربانية ، ناشرا ظلال سدتها فوق الثرى ، واستهل بأرجاز نعوته الملائكة المقربون على العرش سربا فسربا ، وعلى آله وعترته الذين فتحوا بسيوفهم البلاد شرقا وغربا ، ولمن تبعهم من أمته إلى يوم الدين عجما وعربا ، رضوان الله ـ تعالى ـ عليهم أجمعين.