أنزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم ، سورة المرسلات ، وأخذ ابن مسعود يتلقى تلك السورة من فم الرسول مباشرة ، وفجأة ظهرت أفعى عظيمة الجسم وهجمت على الذين كانوا معه ، وبذل الجهد لقتل هذه الأفعى إلا أنها نجت بالهروب ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندئذ «إن الله قد كف شرها عنكم كما كف شركم عنها».
يقول الإمام الفاسى ، بينما كان مجد الدين فيروزآبادى جالسا مع جماعته فى الغار وكانوا يتلون سورة المرسلات ظهرت حية ، وهجمت عليهم ولكنها لم تتحمل مقاومة الناس فهربت ، وفى رواية أخرى أن تلك الأفعى كانت من طائفة الجن فلم يسمح النبى صلى الله عليه وسلم بقتلها ، فعاشت تلك الحية حتى زمن الشيخ مجد الدين فيروزآبادى.
الأثر السابع والثلاثون : مسجد إبراهيم :
يعرف مسجد إبراهيم باسم «مسجد نمرة» إن هذا المسجد يقع فى الساحة الواسعة لعرفات وهو المكان المبارك الذى يصلى فيه الحجاج صلاتى الظهر والعصر جمعا ، وعلى يمين جبل الرحمة.
عمره السلطان قايتباى المصرى سنة ٨٧٣ ه ، وبنى مظلتين ليستظل تحتهما الحجاج ، كما أنه أمر بإقامة العلامتين اللتين يطلق عليهما «العلمان» بالقرب من ذلك المسجد لتحديد حدود عرفات ، والجزء الأمامى الذى يسع لستة صفوف من المصلين مغطى ، والباقى مكشوف ، وفى الجهة الشرقية ستة أبواب كبيرة وعلى جهاته الأربعة جدار يعلو أربعة أمتار وفوق محرابه قبة.
ومحيط جهاته الأربعة مائتان وثمانون قدما. وله صهريج محكم الصنع يسقى الحجاج ويملأ من مجرى عين زبيدة.
نصيحة
لما كان ذلك المشهد بعيدا عن محل الوقوف مسافة نصف ساعة ولما كان من الأولى أن يمضى إلى المسجد فى وقت الزوال حينما تشتد حرارة الشمس فيوصى الذين يذهبون هناك أن يحافظوا على أجسامهم ؛ لأن الحرارة فى عرفات تصل إلى (٣٩) درجة تحت الخيمة ؛ لذا يصاب الحجاج بضربة شمس قد تؤدى إلى شرور كثيرة.
حتى يروى أن أحد الحجاج حينما كان يغسل غياره عاريا انتفخ جلد ظهره كأنه صب عليه ماء مغلى.