يستدينون ليقوموا بواجب الضيافة ، وإذا قورن ما يقدمه الزوار من النقود والهدايا بما يقدمه أهل المدينة من الرعاية فلا يساوى ما يقدمونه عشر معشار ما يرونه من حسن الرعاية وما يقدم لهم من الضيافة.
قد أقمت أنا مؤلف الكتاب فى سنة ١٢٨٩ ه فى الدار السعيدة دار ابن نقيب الأشراف ، من السادات العلوية محمد علوى بافقى أفندى.
وكان معى تسعة من رفقائى ، وكان سيد أفندى يحضر لنا فى اليوم مائدتين من الطعام كاملتين ، وكان أصدقائى يتحدثون فى أثناء الطعام ويخوضون فى الحديث عن قيمة ما يقدم لهم قائلين إن مثل هذه المائدة يمكن تجهيزها بقطعة ذهبية. يعنى بمائة واثنين وثلاثين قرشا. ولم يفارقنا سيد أفندى لحظة واحدة فى أثناء إقامتنا عنده ، كما أنه لم يترك أثرا فى المدينة لم يأخذنا إليه ، وإذا انتقل بنا الكلام إلى السيدة والدته فمن العادات المرعية بين نساء المدينة أن تقوم أكبر السيدات سنا بالطبخ ، وألا يدخل المطبخ دون وضوء. فالسيدة المذكورة لم تغادر المطبخ مدة إقامتنا تاركة النوم والراحة.
ويقتضى الوقوف على دقائق الأحوال فى المدينة وأسرارها ، الإقامة فى المدينة فترة ما والاختلاط والائتلاف بوضيعها وشريفها ، لذا لا يستطيع أن يعرف دقائق الأمور فى المدينة من يقيم بها يومين أو ثلاثة أيام.
البيت :
فيمحوك الله فى لحظة مثل الرماد |
|
لا تطل يدك ولا لسانك لأهل تلك البلدة |