الصورة السادسة فى تعريف طريقة أداء صلاة الفجر وصلاة العيد فى شهر رمضان.
صورة أداء صلاة الفجر :
وتبدأ كافة الجماعات الذين اشتركوا فى موكب الشموع وشاهدوه حتى انجلت قلوبهم فى العودة إلى المسجد وحدانا وزرافات قبل حلول وقت صلاة الفجر بساعة ونصف ساعة ويوقد كل واحد منهم شمعة ويواظبون فى تلاوة القرآن الكريم «ودلائل الخيرات» (١) وأحزابا لطيفة وأذكار منيفة. فتئن أرجاء المسجد الشريف أنينا بأصداء القراء التى تثير الشوق ونداءات وتأوهات للذاكرين. وتعم روائح الحجرة المعطرة والروضة المطهرة جميع الأركان. وينتعش الجميع وهم يشربون من الفيض الربانى ويلفهم الوجد والحيرة. والقصائد المتنوعة التى تقرأ فوق المآذن والصلوات التى تؤدى بين الصفوف والمحامد ، والماء البارد الزلال الذى يقدم إلى العطاش الموحدين من قبل سقائى الخير يجدد الحياة.
وعندما تصل هذه الحالة من الوجد إلى حد الشوق والكمال ويأخذ المؤذنون فى النزول من المآذن يقف رئيس المؤذنين فى مواجهة نافذة الحجرة الطاهرة ويبدأ فى الأذان الداخلى قائلا الله أكبر ويسكت الحاضرون الكرام عن إصدار الصوت وقد عرفوا أن وقت صلاة الفجر قد حان. وهكذا تنتهى أعمال مشتاقى جمال النبى الجميل ، وينهمك الأبرار وقد سمعوا صوت المؤذن «أشهد أن محمدا رسول الله» فى أداء صلاة الصبح مقتدين بالإمام الشافعى المذهب وبعد أداء الصلاة يشنفون أسماعهم بما يسمعون من الوعظ والنصائح من العلماء إلى وقت صلاة الأمام الحنفى (٢).
__________________
(١) للشيخ أبو عبد الله محمد بن سليمان الجزولى السهلالى الشريف الحسنى المتوفى عام ٨٧٠ هجرية.
(٢) معلوم أن الشافعية يصلون الصبح لأول الوقت ، أما الحنفية فيؤخرونها قليلا إلى وقت الإسفار. والتبكير مذهب مالك والشافعى وأحمد والجمهور. وقال أبو حنيفة : الإسفار أفضل. انظر : شرح النووى على صحيح مسلم ٢ / ٩١٤ طبع دار الغد العربى