نهر «براهمه بوترا» من أعزة الناس ، والهندوس الذين يعتقدون فى هذا ولا سيما من يتبعون مذهب البراهمة يزيد احترامهم لتلك الأنهار المذكوة ويقدمون مدينة الله آباد ونهر براهمة بوتره حتى إنهم يعبدونها كمعبود مطلق ويرمون جنازاتهم فيها بعد أن يربطوها بأشياء ثقيلة.
مطالعة
إن ما يطلق عليهم أطباء أوربا «الحجاج» هم بعض الهنود الذين يزورون مدينة الله آباد ، ولما كان هؤلاء الناس يميلون إلى القذارة بطبيعتهم ولما كانت الأماكن التى يزورونها فى حالة من القذارة ومستنقعات ، فلا يحتاج إلى إقامة دليل أنها ستكون مواطن أمراض ، والجدير بالدقة والانتباه أن الزوار الذين يجتمعون فى مصب نهر غنج وأراضى جمنه ينقلون أمراضهم إلى أوطانهم الأصلية عند عودتهم ، وبعضهم ينقلونها إلى البلاد الحجازية المستورة.
إن تحول حكم مرض البلد عند عودة الزوار يعنى اشتداد المرض وظهور الأمراض المعدية عند وجود الزوار يفهم من الفرق الذى يلاحظ كل سنة.
وإن كان أثر السم الذى يولد الطاعون يظهر عقب إصابته ببضع ساعات إلا أن تفريخه «أى ظهوره تدريجيا فى حكم مرض مخيف» يمتد من ثلاثة أيام إلى خمسة أيام فالشخص الذى يصاب بذلك السم ينقله من مكان إصابته إلى مكان آخر فى أثناء انفراخ المرض وعندما تنتهى المدة المعينة يتبين بأنه أصيب بالمرض إذ تظهر آثاره عليه ، وفى بعض الحالات فإن العدوى لا تؤثر فى المريض بحيث تمنعه من الحركة فى الحياة اليومية ، إلا أنه يرى بعض الأعراض وحسب وإن هاتين الحالتين المضرتين تجعل القافلة تظن أنها عادت سالمة من إقليم المرض ولكن أفراد القبيلة ينقلون العدوى من مكان ظهورها إلى أماكن أخرى وبلاد مختلفة ، إن انتشار الطاعون على الوجه المحرر يعنى انتقال العلة بواسطة الوسائل المشروحة هنا وهناك أصبح منبعا جديدا لعدوى ذلك السم إذ يهاجر المرض من موقعه الأصلى إلى أماكن أخرى مع القافلة التى تتحرك وإن ظن ملأ القافلة أنهم تركوا الطاعون فى مكانه :