ولما رأى أصحاب الفضل والكمال وأرباب القلوب الزكية والأدباء وأرباب الفنون ما فى دار الخلافة من مأمن واستقرار اتخذوها ملجئا وملاذا.
وطبعت فى العصر السلطانى كتب كثيرة تتضمن موضوعات مادية ومعنوية وتجمع بين فوائد عظيمة دينية ودنيوية وآثار ممتازة أخرى.
وأراد هذا العبد العاجز (١) أن يسعد بالاشتراك فى أفكار السلطان التى تشجع الرقى فى المعارف والعلوم فألفت مرآة الحرمين حيث أسست الكعبة فتحدثت عن المناسك والمعاملات وما تحملت البلدتان المباركتان من صدمات منذ مطلع النور كذلك ما تحمل أهالى حوالى تلك المنطقة من المصاعب وضمنت كتابى كل ما يديم الطمأنينة فى قلوب الموحدين ، وفصلت كل شئ ومستمدا العون من شمس السلطان التى تنير دنيا العالم الإسلامى.
إقرار النعمة :
أليس التوفيق فى استجلاب الدعاء من ألسنة المؤمنين للعبد المخلص الصادق السلطان الذى كان سببا فى الدنيا والآخرة شرف عظيم ومجلبة شكر وثناء وحمد؟!.
وبما أننى منذ أن أمسكت القلم بيدى وقفت نفسى لخدمة النبى صلى الله عليه وسلم وإن كان كل ما نشرت من آثار كانت مختارات فريدة فى الدين والرسائل الشرعية.
إلا أن كتابى مرآة الحرمين يحتوى على الأسرار المجلية والأحكام الخفية التى لم يطلع عليها حتى المتبحرون من علماء الإسلام وعرضت كل الأحداث بأدلة متقنة يستطيع حتى الأطفال استيعابها ، لذا فالكتاب مستجلب الدعاء لأمير المؤمنين من المسلمين فى جميع أنحاء العالم. وجاءتنى بهذا الخصوص رسائل كثيرة وهذا يبشر بأن للسلطان أمير المسلمين منزلة عظيمة عزيزة لدى الله ـ سبحانه وتعالى ـ وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما أن المؤلف كان واسطة لإظهار هذه المكانة فهو يفتخر بذلك ويشكر الله ـ سبحانه وتعالى ـ على توفيقه. «المنة لله تعالى وفقط»
__________________
(١) يعنى المؤلف بكلمة العاجز نفسه تواضعا منه لله عز وجل.