ولا يعرف قطعيا أية رواية من هاتين الروايتين صحيحة ، ولكن مما ليس فيه شك أن المذهبين يروجان مذهب الرفض والإلحاد.
وإن كان هؤلاء الخبثاء يقتنعون بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (رضى الله عنه) ، ويعلنون أنهم ينتمون للطائفة الإسماعيلية إلا أنهم يحكمون بإحلال المحرمات الشرعية ، ويعتقدون أن سفك دماء المسلمين مباح ، كما يحكمون بكفر من لا يعتنق المذهب القرمطى.
وكانوا يعدون طاعة الإمام المعصوم من الصلوات المكتوبة ، وإعطاء كل شخص خمس ما يمتلكه من الأموال للإمام المعصوم من أركان دينهم ، ويعدون وقاية أسرار المذهب من الصوم ، ونشر ما يخص المذهب وإشاعته زنا أو نوع من الزنا. وكل هذه الأشياء كانت عقيدة خاصة بطائفة القرامطة.
ومن جملة عقائدهم الباطلة حصر الصوم ليومين فى السنة ، وعدم الغسل والاغتسال من الجنابة ، وجعل الخمر حلالا ، وقول «أشهد أن محمد ابن الحنفية رسول الله» فى الأذان المحمدى ، والذهاب إلى القدس الشريف من أجل أداء فريضة الحج.
وإذا أريد الاطلاع على معلومات مفصلة عن أحوال القرامطة فليراجع نسخ ترجمان الحقيقة التى طبعت سنة (١٢٩٦) ونشرت متفرقة.
الاختلاف والتعديلات
التى حدثت فى الأذان المحمدى
أول من أذن فى المدينة المنورة هو بلال الحبشى ، وأول من أذن فى مكة المكرمة الصحابى حبيب بن عبد الرحمن ـ رضى الله عنهما ـ كما سبق توضيحه مختصرا فى الصورة الثالثة من الوجهة الخامسة لمرآة المدينة المنورة.
كما جعل عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ رفع الأذان الأول فوق المآذن عادة ، وأمر فى أول مرة أن يؤذن عبادة بن الصامت أبو يعلى رضى الله عنه.