الصورة الرابعة فى تعريف الطريق الشرقى بين المدينة المنورة
ومكة المعظمة
الطريق الشرقى طريق متسع. وعند ما تشتد حرارة الشمس يتسلط أشقياء العربان على طريق (جديدة) ، ولقد سارت المحامل الشريفة والقوافل الأخرى من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة وبالعكس من هذا الطريق. ولما كان هذا الطريق يقع على الجانب الشرقى من الحجاز فقد عرف (بالطريق الشرقى).
والمسافرون الذين يخرجون من مكة المكرمة سالكين الطريق الشرقى يصلون إلى قرية (وادى الليمون) بعد مرور أربع عشرة ساعة. ولمرحلة وادى الليمون بئر على بعد أربع ساعات من مكة المكرمة يسمى (برود) ذات مياه عذبة ، وفى أغلب الأوقات تتجمع القوافل بجانب هذه البئر ثم تذهب إلى وادى الليمون.
ولمرحلة وادى الليمون مياه جارية متعددة وكثير من حدائق أشجار الليمون واللارنج. ويصل الخارجون من هذه المرحلة بعشر ساعات إلى مرحلة يطلق عليها (ضريبة) ، وتوجد بها مياه فى الحفر التى تسمى (أشمة). ويواصل السير من هذه المرحلة إلى (بركة زبيدة) وتبعد هذه المرحلة عن (ضريبة) عشر ساعات ، وإن لم تكن لهذه المرحلة بئر مشهورة ، إلا أن لها بركة تملأ بمياه السيول.
والمسافرون الذين يقومون من مرحلة (بركة زبيدة) يصلون بعد اثنتى عشرة ساعة إلى قريتى (حادة وفرع) ولهاتين القريتين آبار متعددة.
وبعد القرى المذكورة مرحلة (السوارقية) ، والمسافة بينها وبين قريتى حادة وفرع ثمان ساعات. ولما كانت (السوارقية) ذات آبار متعددة فسادات بنى حسين يسكنون بها. وبعد (السوارقية) يوصل إلى مرحلة (الحجرية) والمسافة بين