وثلاثمائة وخمسة الهجرية بنيت إدارة حكومية كاملة ، وجامع ومخبز ومدرسة للصبيان فى شبه الجزيرة الملاصقة والمتاخمة لهذه المدينة ، كما حفر خندق عميق يكون طرفاه الجزيرة المذكورة ومتصلان بالبحر من ناحيتين بنى فوقه برج من الحجارة ذو أربعة أبواب للدفاع لحماية الميناء.
وكان الميناء المذكور قد حفظ وحدد بصخور مرجانية مستديرة الشكل كالقوس ، وكان فى وسط هذا الخط مدخل للسفن يستوعب عشر قطع من السفن ، وتستطيع الصخور المرجانية أن تحمى السفن من جميع أنواع العواصف التى قد تهب ، وكان عمقه مناسبا وكان هذا الميناء قريبا فى مكان تلتقى فيه منطقتا عسير والحجاز ويسمح بتوسيع دائرة تجارة سكنة هاتين المنطقتين.
لذلك وزع قدر كبير من الأراضى التى فى جهة اليابسة من الميناء على الأهالى المستوطنين هناك ، وكذلك على الذين يرغبون فى الحصول على الأرض من الخارج ولا سيما للموظفين المحليين ، وبناء على ذلك بنيت عشرة منازل وعدة دكاكين ، كما أن السلطان أيضا بنى من جانبه المنزل والدكاكين فأطلق على هذا البلد الجديد اسم معمورة الحميد.
وبما أن موظفى الحكومة نقلوا إلى معمورة الحميد ، وأرسل إليها من جدة مدفعان ومجموعة من الجنود النظاميين وطاقم مدفعى وأسكنوا فى البرج المذكور ولا شك فى أن هاتين المدينتين ستنهضان وتشتهران.
قنفذة :
تقع بلدة قنفذة فى الجنوب الشرقى من مدينة (ليت) المذكورة آنفا وعلى ساحل البحر. كان سكانها الأصليون يتكونون من ألف وخمسمائة نسمة ، إلى أن أرسل فى سنة ١٢٨٠ الجيش السلطانى لدفع غائلة خروج أمير عسير محمد بن عائض من باب السعادة ، وأخرجوا رأسا إلى قنفذة واتخذت مركز حركة للجيش لقربها من جبال عسير فجاء إليها من الأطراف والأكناف كثير من الأشخاص ، واستوطنوا فيها وبناء على ذلك استمر سكانها فى الزيادة يوما بعد يوم.