وعرض جزيرة البحرين فرسخان وطولها سبعة فراسخ جغرافية وفى وسطها وأطرافها أماكن مرتفعة.
ويوجد فى خليج البصرة وعلى سواحل الحسا غير جزيرة البحرين جزر آراد وتاروت والمنامة وتتبع إدارتها لقائم مقام نجد واسم جزيرة البحرين الآخرين أوال.
ولما كانت أراضى إقليم الحسا منبتة ، تنمو فى هذه القطعة المتسعة كل أنواع الفواكه والخضر والمزروعات المتنوعة الأخرى.
وأكثر مغروساته النخيل ، كما ينبت فيه : القطن ، والأرز ، واللوز ، والليمون ، والرمان ، والعنب ، والتين ، والقمح ، والشعير ، والذرة.
وإن كان يزرع فيه قصب السكر ولكنهم لا يعرفون طريقة زراعة هذا القصب ولا طريقة صنع السكر منه. وينسج فى تلك البلاد قماش صوفى يطلق عليه الكيلانى وتصنع منه أجمل العباءات والمشالح.
وكان سكان جزيرة البحرين القدماء من العماليق. وكانت قبيلتا جديس ، وطسم قد انتشرتا إلى هذه الأماكن ثم استولى على البحرين الأزديون ، وقد طرأ ضعف على العرب بعد حروب بخت نصر ظلت جزيرة العرب فى يد بعض القبائل المتفرقة وانتقلت إلى يد الفرس فى عهد أردشير بن بابك ، وإن كان العرب خرجوا عن طاعة الفرس بعد موت أردشير ، إلا أن شابور ذا الأكتاف انتصر على العرب وألحق البحرين بالبلاد الفارسية ، وفى النهاية انتقلت إلى إدارة المناذرة الذين كانوا يحكمون فى الحيرة ، وفى السنة السادسة من الهجرة أسلم بعض أهاليها وطلب بعض منهم أن يبقوا على دينهم وأن يعطوا الجزية ، فعين العلاء بن الحضرمى واليا عليها من قبل النبى صلى الله عليه وسلم.
إخطار ـ فى بيان القبائل العربية الساكنة فى إقليم الحسا.
ولما كان أهالى الحسا مائلين للتحضر فقد سكن بعضهم فى القرى وسكن الآخرون فى المدن. وقد ذكر فيما سبق عددهم وطريقة معيشتهم كل فى مكانه