فمثلا لو أن أحد الأعراب المقيمين على جانبى الطريق الذى ستسلكه القافلة ، توجه إليها وأكل طعامها أو شرب قهوتها ، فمن حق هذه القافلة عليه الحماية والرعاية طالما أنها تجتاز حدود منطقته. وإذا اعتدى أحد سميته على القافلة أو فرض أتاوة عليها ، فالواجب يفرض عليه حماية القافلة من أى تعد ، رعاية لأصول الحماية.
وإذا ما نظر الشخص المعنى إلى الأمر نظرة استخفاف أو لا مبالاة ، فإنه بذلك يكون قد أظهر عدم اكتراثه ، وقوض حيثيته وكرامته وشرفه بين العربان. ويعتبر بذلك حقيرا وضيعا بين بنى قبيلته وعشيرته.
ولما كانت هذه العادات والأصول مرعية بدقة بين الأعراب ، فقد كان يكفى عابر السبيل رشفة ماء من قرية أحد قطاع الطرق ، حتى يكتسب حمايته ويسلم من مضاره وشروره.
وإذا لم يحترم أحدهم هذه الأصول والأعراف وأصاب بالأذى هذا الرجل الذى احتمى به ، فإن صاحب الفوية التى شرب منها الماء ، يكون ملزما بتخليصه من شره وأذاه ، وإذا ما أصاب هذا المسافر نوع من الخوف أو الهلع من توقع اعتداء قاطع الطريق هذا عليه فى المراحل التالية ، فإن صاحب القرية يرافقه الطريق حتى يوصله إلى بر الأمان والسلامة.
وكانت هذه الخدمات إذا ما قدمت بدافع الحمية والشهامة العربية ، تتم لقاء أجر معين. وهذا كان نادر الحدوث.
وهكذا فإن هذا القانون المسمى (رفيق الجنب) والمعروف بين العشائر العربية كان ينظم رفاقة الطريق.
أما القانون الذى يطلق عليه بين العربان «رفيق الجنب» :
فهو عبارة عن قانون خاص بسلوك الرفقاء والصحبة فى الطريق.
طنيب الطنب :
هو قانون خاص للمحافظة على حق الجوار وذلك باتصال عدة خيام بخيام جماعة أو قبيلة ما.