وكان جبلة بن الأيهم ـ وهو من فروع ملوك الغساسنة ـ قد تشرف باعتناق الإسلام فى خلافة عمر الفاروق (رضى الله عنه) وقصد مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ، وفى أثناء طوافه بالكعبة داس أحد أفراد عربان قبيلة فزارة على طرف ثوبه فغضب جبلة غضبا شديدا ، ولكم العربى لكمة قوية وكسر بعض أسنانه. فما كان من المضروب إلا أن تقدم لعدالة وحكم الخليفة طالبا منه أن يرضى المضروب إما قصاصا أو يدفع دية. إلا أن جبلة بن الأيهم استهجن الحكم الصادر وعاب حكم الفاروق لأنه ساوى بينه وبين شخص من عامة الشعب. وغضب غضبا شديدا إلا أنه طلب من الخليفة إذنا بالتفكير فى الأمر ، وفى الليل عاد إلى دينه القديم الباطل ومات وهو كافر.
المناذرة
آل منذر ـ ملوك المناذرة من أهالى اليمن ومن أبناء كهلان بن سبأ. هؤلاء أيضا خرجوا إلى مكة المعظمة ومن هنا قصدوا بلاد الحيرة حيث كونوا سلطنة.
وآل مناذرة من أعظم ملوك العرب من حيث قوة دولتهم وعظمتها ، وكانت دار ملكهم فى بلدة الحيرة القريبة من الكوفة ، لذلك لقبوا بملوك الحيرة كما سموا فترة ب «اللخميين».
ولا يعرف عدد ملوك المناذرة الذين حكموا البلاد معرفة قطعية ، إلا أن مدة سلطنتهم امتدت ستمائة وعشرين عاما ، وكان أول ظهورهم قبل الهجرة النبوية بخمسمائة واثنين وستين عاما ، وكان انقراض دولتهم بعد الهجرة النبوية باثنى عشر عاما.
بنو جرهم
ينقسم ملوك الجراهمة الذين حكموا الحجاز إلى قسمين. ويطلق على القسم الأول جرهم الأولى ، وعلى القسم الثانية جرهم الثانى ، ولما كانت جرهم الأولى معاصرة لقوم عاد فأحوالها الحقيقية مجهولة. أما جرهم الثانية فهم من أبناء قحطان وأحوالهم معروفة لدى أصحاب العقول بدلالة التاريخ.