ومن سورة البقرة
باب
الحروف المقطعات
ـ إن سأل سائل عن قوله تعالى : (الم ،) و (المص ،) و (الر ،) و (المر) وسائر الحروف المقطعات فقال : إن كان هذا القرآن نزل على مجرى لغة العرب ، فهل سمعتم أحدا منهم يقول : زيم بمعنى زيد منطلق؟!
أو ألف باسط بمعنى ابسط يدك؟
وهل هذا في شيء من كلام العرب؟
الجواب عنه :
نقول ـ وبالله التوفيق ـ : إنّ أهل العلم قد تكلموا في هذا.
قال الضّحاك (١) : إن لله تعالى في كل كتاب مع كل نبيّ سرا ، وسر كتاب الله تعالى مع نبيه في القرآن حروف التهجي ، وهكذا روي عن الشعبي.
وذكر أبو عبيد الطوسي (٢) في إشاراته ما يقوي هذا فقال :
__________________
(١) هو الضحاك بن مزاحم ، تابعي جليل ، وردت عنه الرواية في حروف القرآن ، سمع سعيد بن جبير وأخذ عنه التفسير ، وهو من أهل خراسان. توفي سنة ١٠٥ ه.
(٢) اسمه سهل بن أحمد الطوسي ثم الأبيوردي.
قال عبد الغافر : فاضل فقيه من أفاضل فقهاء الشافعية ، سمع من المخالدي وطبقته ، وهو من بيت العلم والحديث والدين. مات في حد الكهولة.
راجع طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ٣٩٢.