معناه : ألا يسمعون صوت امرىء ينادي للجليات ، والجليات : ميدان ، وقوله : عيّا أي هيا.
وقال الآخر :
٧٨ ـ بالخير خيرات وإن شرا فا |
|
ولا أريد الشرّ إلا أن تا |
المعنى : أنا لا أريد إلا أن تريد أنت.
وقال الآخر :
٧٩ ـ يذكّرني حاميم والرمح شاجر |
|
فهلا تلا حاميم قبل التقدم |
__________________
ـ
نادى مناد منهم ألا تا |
|
صوت امرىء للجليّات عيّا |
قالوا جميعا كلهم بلا فا |
أي : بلى فإنا نفعل.
٧٨ ـ البيت نسب لزهير بن أبي سلمى وليس في ديوانه ، وهو للقيم بن أوس.
وهو في تفسير القرطبي ١ / ١٥٥ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٩٤ ، وكتاب سيبويه ٢ / ٦٢ ، وضرائر الشعر ص ١٨٥ ، وما يجوز للشاعر في الضرورة ص ١٨٢.
ورواه ابن جني :
بالخير خيرات وإن شرا فأا |
|
ولا أريد الشر إلا أن تأا |
قال : والقول في ذلك عندي أنه يريد فأ وتأ ، ثم زاد على الألف ألفا أخرى توكيدا ، كما تشبع الفتحة فتصير ألفا ، فلما التقت ألفان حرّك الأولى فانقلبت همزة.
راجع سر الصناعة ١ / ٩٤.
٧٩ ـ البيت لشريح بن أوفى العبسي قاتل محمد بن طلحة يوم الجمل ، حيث كان محمد بن طلحة آخذا بخطام الجمل ويحمل على الناس ويقول : حم لا ينصرون ، فاجتمع عليه قوم فقتله شريح وفي ذلك يقول :
وأشعث قوّام بآيات ربه |
|
قليل الأذى فيما ترى العين مسلم |
هتكت له بالرمح جيب قميصه |
|
فخرّ صريعا لليدين وللغم |
يذكرني حاميم والرمح شاجر |
|
فهلا تلا حاميم قبل التقدم |
وانظر القصة بتمامها في الكامل لابن الأثير ٣ / ٢٥٠.
والبيت في تفسير القرطبي ١٥ / ٢٩٠ ، وتفسير الماوردي ٣ / ٤٧٨ ، والمقتضب ١ / ٣٧٣ ، والبحر المحيط ٧ / ٤٤٦.