ـ وإن استعمل مسمّى به ، أو دالا على فعل متقدّم ، فقال الفرّاء : منصوب ، ولكنّه اسم خرج عن التمكن ، فأشبه الأدوات فاستحقّ البناء إلا أنّه اجتمع فيه ساكنان : الأول حرف من حروف المدّ واللين وهو الواو ، فاستحق ما بعده الفتحة مثل سوف وأين وكيف.
ولأنّه اسم في آخره نون ، وما قبله واو فاستحق الفتحة ، نظيره : المسلمون.
ـ وقال الأخفش : إنّه منصوب ؛ لأنه اسم على ثلاثة أحرف أوسطه ساكن سمّيت به مؤنثا ، فصار من باب دعد وهند وجمل.
وللعرب فيه قولان : الصرف ، والثاني : منع الصرف.
فإذا نصبنا النون أخذنا بالقول الأخير ، فيحنئذ معناه : اذكر نون.
ـ جئنا إلى قوله : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ.)
قال الفراء : إذا استعمل حرفا فإنّه موقوف على ما بيّنّا. وإذا استعمل اسما فإنّ من حقه أن يكسر ؛ لأنه اسم اجتمع فيه ساكنان. والأول ألف فيبنى على الكسر ، مثاله : ضراب ، وشتام ، ونزال ، وحذام.
قال قائلهم :
٨٣ ـ إذا قالت حذام فصدّقوها |
|
فإنّ القول ما قالت حذام |
__________________
ـ والخرف : الذي فسد عقله لكبر أو نحوه ، وقوله لام ألف بهمزة الوصل.
والبيت في شرح الشافية للرضي ٢ / ٢٢٣ ، وكتاب سيبويه ٢ / ٣٤ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٨ ، ومغني اللبيب ص ٢٤٤ ، ومجاز القرآن ١ / ٢٨.
٨٣ ـ البيت لديسم بن طارق ، أحد شعراء الجاهلية ، والشاهد فيه بناء حذام على الكسر. وصار هذا البيت مثلا يضرب لكل من يعتد بكلامه ، ويتمسك بمقاله ، ولا يلتفت إلى ما يقوله غيره. وهو في شرح ابن عقيل ١ / ١٠٥ ، واللسان ـ مادة (حذم) ، وقطر الندى ص ١٤ ، والخصائص ١ / ٥٦٩.