باب
«أمّا» ، بفتح الألف
ـ إن سئل عن قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ، وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا...) (١) الآية ، فلأي معنى دخلت الفاء في جوابهما؟
والفاء إنما تدخل في جواب الشرط ، وأية كلمة هي؟
ـ الجواب ـ وبالله التوفيق :
إنّ «أمّا» كلمة يؤتى بها لتأكيد الكلام وتحقيقه ، ويقضي جوابا بالفاء ؛ لأنّ فيها معنى الشرط والجزاء.
إذا قيل : أمّا زيد فقد آمن ، وأمّا عمرو فقد كفر ، كأنه قال : مهما يكن من شيء فقد آمن زيد ، ومهما يكن من شيء فقد كفر عمرو.
ومنها قوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ، وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (٢).
فتلخيص الكلام : فأما إن كنت قاسيت اليتم فلا تقهر اليتيم ؛ وأما إن كنت من قبل فقيرا فلا تنهر الفقير ، وأما إن كنت عرفت نعمتي فحدث بها.
__________________
(١) الآية ٢٦ من سورة البقرة وتتمتها : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً.)
(٢) سورة الضحى : آيات ٩ ـ ١١.