وقوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) (١) ، (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ...) (٢) الآية. ومن للشرط فأجيب بالفاء.
وقوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ،) إلى قوله : (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى) إلى قوله : (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) (٣).
وقوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ) (٤).
وقوله تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) (٥) إلى آخر الآية.
فتلخيص الكلام : وأما ثمود مهما هديناهم فاستحبوا العمى على الهدى.
(وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا) (٦).
وجميع ما تجد في القرآن فعلى هذا ، والله أعلم بمراده.
وقيل في «أمّا» بعبارة أخرى :
إنها «أنّ» المفتوحة التي ضمّ إليها «ما» صلة ، وأجيب بالفاء لدخول معنى الجزاء فيه كما بيّنا. قال الشاعر :
__________________
(١) سورة الحاقة : الآيتين ١٩ ـ ٢٠.
(٢) (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ) [سورة الحاقة : آيات ٢٥ ـ ٢٧].
(٣) (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) [سورة الليل : آيات ٥ ـ ٩].
(٤) سورة الواقعة : آية ٨٨.
(٥) (فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) [سورة فصّلت : آية ١٨].
(٦) سورة الحاقة : آية ٩.