باب الاستعارة
ـ إن سئل عن قوله تعالى : (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) (١).
فأيّ صبغة ههنا؟ وقد فسرها المفسرون : دين الله ، وقالوا في معناه : وأيّ واحد أحسن دينا من الله.
قلنا ـ وبالله التوفيق ـ :
الصبغة ههنا دين الله ، مكان صبغة النصارى أولادهم بماء المعمودية (٢) ، واليهود يعلّمون أولادهم بالختان. وذكر الله تعالى أن الإسلام صبغة ، على معنى المقابلة والازدواج.
__________________
(١) سورة البقرة : آية ١٣٨.
(٢) قال ابن عباس : هو أنّ النصارى إذا ولد لهم ولد ، فأتى عليه سبعة أيام غمسوه في ماء لهم يقال له : ماء المعمودية ، فصبغوه بذلك ليطهروه به مكان الختان ؛ لأن الختان تطهير ، فإذا فعلوا ذلك قالوا : الآن صار نصرانيا حقا ، فردّ الله تعالى ذلك عليهم بأن قال : «صبغة الله» ، أي : صبغة الله أحسن صبغة ، وهي الإسلام. ا. ه.
راجع تفسير القرطبي ٢ / ١٤٤.
ـ وأخرج ابن مردويه والضياء المقدسي في المختارة عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : إن بني إسرائيل قالوا : يا موسى هل يصبغ ربك؟ فقال : اتقوا الله ، فناداه ربه يا موسى : سألوك هل يصبغ ربك فقل : نعم ، أنا أصبغ الألوان الأحمر والأبيض والأسود ، والألوان كلها صبغتي ، وأنزل الله على نبيه «صبغة الله». وأخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس موقوفا.
راجع الدر المنثور ١ / ٣٤٠.