وقوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) (١). أي : شرف لك ؛ لأن الشرف مذكر.
وقوله تعالى : (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) (٢). قيل : شرفكم.
وقوله تعالى : (كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ) (٣).
استعار عن عزمهم على الحرب بإيقاد النار ، واستعار إطفاء النار مكان منع الله إياهم وتشتيت شملهم.
وقوله تعالى : (وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ) (٤).
أراد بها الثقل الذي ألزمهم الله إياه في فرائضهم.
وأشباه ذلك كثيرة في القرآن.
أمّا الأبيات فقول الشاعر :
٢٠٢ ـ إنّي أرقت فبتّ الليل مكتئبا |
|
كأنّ عينيّ فيها الصاب مذبوح |
__________________
(١) سورة الزخرف : آية ٤٤.
وقال الزمخشري : ومن المجاز : له ذكر في الناس ، أي : صيت وشرف.
راجع أساس البلاغة ـ مادة (ذكر).
(٢) سورة الأنبياء : آية ١٠.
(٣) سورة المائدة : آية ٦٤.
(٤) الآية (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ) [سورة الأعراف : آية ١٥٧]. وأصل الإصر في اللغة : الثقل ، وهو ما تعبّد به مما يثقل ، وما ألزموه من قطع ما أصابه البول وغيره. والأغلال مستعارة لتلك الأثقال.
٢٠٢ ـ البيت لأبي ذؤيب الهذلي ، ويروى شطره الأول : [نام الخليّ ونمت الليل مشتجرا]. وهو في ديوان الهذليين ١ / ١٠٤ ، وابن يعيش ١٠ / ١٢٤ ، ومجاز القرآن ١ / ٤٠٠ ، وتفسير الطبري ١٥ / ١٤٨.