باب
ذكر الشيئين والكناية عن أحدهما
ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ) (١) ، كيف ذكر الصبر والصلاة ثمّ كنّى عن أحدهما؟
قلنا : لأنّ للعرب في مثل هذا وأشباهه طرقا أربعة :
ـ تارة تكنّي عن الاسمين جميعا كقوله تعالى : (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما) (٢) ، وقوله تعالى : (كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) (٣) ، وقوله تعالى : (وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً) (٤).
وقوله تعالى : (امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ) (٥) وله نظائر.
ـ وتارة عن الاسم الأول دون الآخر كقوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ) (٦).
(إِلَيْها) كنّى بها عن التجارة دون اللهو.
ـ وتارة تكنّي عن الاسم الآخر دون الأول كقوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ) (٧).
__________________
(١) سورة البقرة : آية ٤٥.
(٢) سورة النساء : آية ١٣٥.
(٣) سورة الأنبياء : آية ٣٠.
(٤) سورة النساء : الآية ١.
(٥) سورة التحريم : آية ١٠.
(٦) سورة الجمعة : آية ١١.
(٧) سورة التوبة : آية ٣٥.