وقال الآخر :
٣٠٤ ـ ألا يا صفيّ النفس كيف تقولها |
|
لو أنّ طريدا خائفا يستجيرها |
٣٠٥ ـ يخبّر إن شطت به غربة النوى |
|
ستنعم ليلى أو يفكّ أسيرها |
فمعنى قوله : تقولها أي : تظنّها.
وقوله تعالى : (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (١) ، لو اكتفى بقوله : وواعدنا موسى أربعين ليلة ، لتوهم أنّ هذه الأربعين كانت من شهرين أو من ثلاثة أشهر.
ولو لم يذكر الأربعين بعد العشر والثلاثين ، لكان ربّما يتوهم أنّ الأربعين من العشر الآخر ، فقال : (فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ،) ليعلم أنّ وقت الوعد تمّ بالعشر المزيد على الثلاثين ، فإنه لا زيادة بعدها.
وكقوله تعالى : (فَغَشَّاها ما غَشَّى) (٢). أي : غشّى المؤتفكات ما غشّى ، أي : الذي غشّى غيرهم من الأمم.
وقوله تعالى : (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) (٣). أي : أوحى جبريل عليهالسلام إلى محمد صلىاللهعليهوسلم ما أوحى الله تعالى إليه.
وقوله تعالى : (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) (٤) ، ف «قبل» الأول للنزول ، والثاني : للمطر.
تقديره : وإن كانوا من قبل نزول المطر لمبلسين ، كما يقال : أحبك من قبل أن تجلس ، أي : من قبل أن تبلغ إلى المجلس.
__________________
٣٠٤ ـ ٣٠٥ ـ البيتان لتوبة بن الحميّر ، وهما في وضح البرهان ١ / ٢٥٧ ، بتحقيقنا ، وأمالي المرتضى ١ / ٣٦٣.
(١) سورة الأعراف : آية ١٤٢.
(٢) سورة النجم : آية ٥٤.
(٣) سورة النجم : آية ١٠.
(٤) سورة الروم : آية ٤٩.