باب
الاختصار من المضاف بذكر المضاف إليه
وباب إقامة المصادر مقام الصفة
ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) (١) ، فكيف يكون المرء فتنة لنفسه ، والفتنة إنما هي صفة؟
الجواب :
قلنا : هذا من باب الاختصار عن ذكر المضاف بذكر المضاف إليه.
المعنى : إنّما نحن ذو فتنة.
وكذلك قوله تعالى : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ) (٢) ، يعني : ذوي سنن ، منهم من سنّ سنّة حسنة ، ومنهم من سنّ سنّة سيئة.
ومن ذلك قوله تعالى : (هُمْ دَرَجاتٌ) (٣). أي : ذوو درجات.
وقوله تعالى : (وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) (٤). أي : بأهل طريقتكم المثلى ، الفضلى ، أي : الأفضل فالأفضل.
وقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) (٥). أي : الشمس ذات ضياء ، والقمر ذا نور.
وقوله تعالى : (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) (٦). أي : ذا سكن.
__________________
(١) سورة البقرة : آية ١٠٢.
(٢) سورة آل عمران : آية ١٣٧.
(٣) سورة آل عمران : آية ١٦٣.
(٤) سورة طه : آية ٦٣.
(٥) سورة يونس : آية ٥.
(٦) سورة الأنعام : آية ٩٦.