باب
حروف العطف إذا نابت عن إعادة «لا» و «لم»
ـ إن سئل عن قوله تعالى : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَ) (١) ، في أيّ محل (وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ؟)
قلنا ـ وبالله التوفيق ـ :
يحتمل الجزم والنصب ، فإذا نويت الجزم يكون معطوفا على (لا تَلْبِسُوا.) أي : لا تلبسوا ولا تكتموا وإذا نويت النصب كان الواو للجمع.
قال أهل المعاني في معناه : أن تجمعوا بين اللبس والكتمان ، واحتجوا بقول القائل :
٣٤٥ ـ لا تنه عن خلق وتأتي مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيم |
أي : لا تجمع بينهما.
والأصل في هذا الباب أنك إذا عطفت النهي على النهي ، أو النفي على النفي فلك فيه وجهان :
__________________
(١) سورة البقرة : آية ٤٢.
٣٤٥ ـ البيت قيل لأبي الأسود الديلي ، وهو في ديوانه ص ٢٣٣ ، وقيل للمتوكل الليثي ، وهو في ديوانه ص ٤٤ ، وهو من شواهد سيبويه ١ / ٤٢٥ ، وشرح الأبيات لابن السيرافي ٢ / ١٨٨ ، ومعاني القرآن للفراء ١ / ٣٤.