ـ إن شئت أدخلت «لا» في الكلمتين جميعا ، كما قال الله تعالى : (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ) (١) ، وقال : (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً) (٢) ، وقال : (لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى) (٣).
ـ وإن شئت أدخلت «لا» أو «لم» في الأولى ، وأسقطت عن الثانية ، ثم لك في الثانية النصب على الصرف (٤) ، والجزم على العطف.
ـ والأصل في الصرف أنّ كلّ مجزوم صرفته عن جهته نصبته ، كقوله تعالى : (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (٥) ، لما سقطت «لما» أن يعلم صرفت عن جهته ، فانتصب ههنا عند الكوفيين.
ـ وأمّا عند البصريين فهو منصوب على جواب النفي أو النهي أو التمني أو الاستفهام بالفاء أو الواو بإضمار أن ، والدعاء والعرض.
منها قوله تعالى : (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ) (٦).
__________________
(١) سورة النحل : آية ١٢٧.
(٢) سورة النبأ : آية ٢٤.
(٣) سورة طه : آية ٧٧.
(٤) الصرف على مذهب الكوفيين ، قال الفراء : هو أن تأتي بالواو معطوفة على كلام في أوله حادثة لا يستقيم إعادتها على ما عطف عليها ، فإذا كان كذلك فهو الصرف ، كقول الشاعر : لا تنه...
ألا ترى أنه لا يجوز إعادة «لا» في [تأتي مثله] فلذلك سمي صرفا ، إذ كان معطوفا ولم يستقم أن يعاد فيه الحادث الذي قبله ا ه.
راجع معاني القرآن ١ / ٣٤.
وهي عند البصريين واو المعية المسبوقة بنفي أو طلب ، وتسمى عند الكوفيين واو الصرف.
(٥) سورة آل عمران : آية ١٤٢.
(٦) سورة الشورى : آية ٣٤.