وقوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى) (١) ، يعني به : أبا جهل لعنه الله ، ثم قال : (أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى) (٢) ، يعني به محمدا صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال : (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (٣) ، أي : أبو جهل لعنه الله.
قال الشاعر :
٣٥٢ ـ تمنّى ابنتاي أن يعيش أبوهما |
|
وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر |
٣٥٣ ـ فإن حان يوما أن يموت أبوكما |
|
فلا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر |
٣٥٤ ـ فقولا هو الحيّ الذي لا صديقه |
|
أهان ولا خان الأمير ولا غدر |
٣٥٥ ـ إلى الحول ثم اسم عليكما |
|
ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر |
ألا ترى كيف ذكر نفسه على وجه الغائب ، لقوله : أبوهما ، ثم قال : وهل أنا ، ثم قال : أبوكما ، ثم قال : هو الحيّ.
ـ وكما قال سواد بن قارب (٤) حين دخل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأراد الإسلام ، فأنشأ يقول :
٣٥٦ ـ أتاني نجيّ بعد هدء ورقدة |
|
ولم يك فيما قد بلوت بكاذب |
__________________
(١) سورة العلق : آية ٩ ـ ١٠.
(٢) سورة العلق : آية ١١.
(٣) سورة العلق : آية ١٣.
٣٥٢ و ٣٥٥ ـ الأبيات للصحابي الجليل لبيد ، أحد أصحاب المعلقات ، عاش مائة وعشرين سنة منها ثلاثون في الإسلام ، توفي سنة ٤١ ه.
والأبيات في خزانة الأدب ٤٠ / ٢٢٤ ، ولسان العرب مادة : عذر ، وديوانه ص ٧٩.
والأول في مغني اللبيب ٧٤١.
(٤) سواد بن قارب السدوسي ، صحابي جليل ، كان يتكهن في الجاهلية ، فبشره نجيّه بخروج الرسول ، فجاءه وأسلم ، وانظر قصّته بتمامها مع الأبيات في الإصابة ٢ / ٩٦ ، والبيت الأخير في شرح ابن عقيل ١ / ٣١٠.