باب
إدخال الباء في الكلام صلة
ـ إن سئل عن قوله تعالى : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) (١). ما هذه الباء؟
قلنا ـ وبالله التوفيق ـ :
قال بعض أهل التفسير : تنبت ومعها الدهن.
وقال بعضهم : هذه لغة لبعضهم ، يقولون : تنبت بالنبات وتنبت النبات ، واحتجوا بقول القائل :
٣٦٢ ـ بواد يمان تنبت الشّث صدره |
|
وأسفله بالمرخ والشّبهان |
وقال آخر :
الباء ههنا صلة ، وهي التي يسميها أهل المعاني مقحمة ، نظيرها قوله تعالى : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (٢). يريد : أيّكم المفتون ، على جعل الباء مقحمة. وعند بعضهم : بأيّ فرقة المجنون؟ فينا أو فيكم؟
__________________
(١) سورة المؤمنون : آية ٢٠.
٣٦٢ ـ البيت للأحول اليشكري ، وقيل : ليعلى الأحول ، وهو في مجاز القرآن ٢ / ٤٨ ، وتفسير الطبري ١٧ / ١٩٤ ، وتفسير القرطبي ١٢ / ٣٦ ، ولسان العرب : (شثث) ، والشّبهان : ضرب من العصى ، والشث والمرخ : نبت.
(٢) سورة القلم : آية ٦.